قالت لي النجمة .. وهي تبعث بريقها الباهت .. ولا يكاد يبين
وهي تراني اجلس .. حائرا .. تائها .. شاردا..
قالت بصوتها الخافت .. الذي لا يسمعه الا
من غرز الالم في قلبه .. ومن اعتصر مرارة الفراق
قالت بلهجة حزينة .. متسائلة
ما لي أراك ايها العاشق هكذا
........ لا تشعر بما حولك ..............
........ ولا تحس بالوجود ...............
........ ولا تسمع اي صوت ............
....... ولا حتى ترى ضوئي ..........
فرفعت راسي المتخم .. المثقل .. بتكاسل
ونظرت اليها نظرة .. لا معنى لها
وعدت أطأطئ رأسي .. وغبت مرة أخرى
قالت لي .. وكأنها تناشدني
أيها العاشق الملتاع .. لما كل هذا الوجوم
لما كل تلك النظرات الزائغة .. ولما ذلك العبوس
ونظرت إليها مرة أخرى وهززت لها رأسي
وكأني أنفي التهمة عني
فقالت .. أيها المتيم
ارفع رأسك .. وكلامي فاسمع .. وحادثني
فرمقتها بنظرة سريعة .. مستنفرا.. وبحدة أؤنبها
وهي تقابل هجومي بابتسامة عريضة
خفضت من حدتي وهدأت من روعي
فسألتني .. ألا تشتكي إلي ما بك .. كما فعل عشاق قبلك
فأحسست بأنها .. تأتي القريحة .. وترنم على وتر صحيح
فأجبتها .. وكيف لكي أن تفعلي
فقالت .. افتح لي قلبك .. وأفصح عن مكنونه
فتنهدت تنهيدة .. قد أحست بلهيبها رغم بعدها عني
وكأني لبست رداء الطمأنينة من كلامها
وبدأت أخرج كلماتي .. مسردة .. ذات وقع رتيب .. ورتم ممل
فقلت لها أيتها النجمة الرقيقة ..
......... هل تعرفين .. الحب .. العشق .. الغرام ..
......... وهل سمعتي يوما عن الصب .. الوجد .. الهيام ..
......... وهل علمتي ما هو الحزن .. الانين .. الفراق ......
فأومأت مجيبة .. نعم
فابتسمت لها ابتسامة باهتة وأكملت حديثي كأني أكلم نفسي
............ ليتني .. ما عرفتها ...............
............ ليتني ما عشقتها ................
............ ألا ليت الزمان يرجع .. كي اتجاهلها من أيامي ...........
............ ألا ليت أن ليس لي قلب يعشق ..........................<wbr></wbr><wbr><wbr>.........
فإذا بصوت حالم .. رقيق .. شاعري .. على مقربة من النجمة
ناداني برقة ... وعذوبة ... من بعيد ... أيها العاشق ...
فالتفت باحثاً عنه .. فإذا هو ..... القمر ..
وابتسامته على وجهه مريحة .. تأتي على كل أحزاني
وقلت له .. أيها البدر
.............. هل لمحت حبيبتي ..........................<wbr></wbr><wbr><wbr>.
.............. هل رأيت وجهها ..........................<wbr></wbr><wbr><wbr>..
.............. هل علمت بأخبارها ........................
فرد ووجهه باشٍ منفرد .. إني ألمحها .. هناك ....
عند أحد الشطآن .. تفترش الرمال ...................
حزينة .. واجمة .. باكية .. مناجية ...................
وتنظر باحثة عنك في كل اتجاه .. تسأل عنك البحر
ها هي .. تكلمني .. وتسأل عنك ...... فماذا أجيبها ! !
فتبسم وعاد يقول .. قد سالتها ذات السؤال ولم تجبني أيضاً
........... ما بالكم أيها العشاق ....................
........... هل يخرسكم الوله .. ويسكتكم الوجد ................
........... وهل الغرام وباءا .. من أصيب به .. عيّ ............
........... مالي اراكم وقد أصبحتم .. خلقاً آخر مختلف .....
........... أما اعتبرتم .. من أسلافكم ..........................<wbr></wbr><wbr><wbr>..
........... أما رأيتم حالة من قبلكم في العشق ..............
فقلت له .. بالله عليك .. خبرني عن حالها
ألا تحملني على ظهرك .. لالقي عليها نظرة
فضحك وقال .. بحنان بالغ .. ووداعة ....
.... مساكين أنتم .. إني لأشفق عليكم
فأنا أسهر معكم ليلاً .. وما أرى منكم إلا الاحزان
ولا أسمع إلا .. اناتكم المعذبة .. وعيونكم تجول هنا وهناك
..... لكنه قدري .. أن أكون لكم السلوى
..... وهو قدي .. أن أكون لكم مؤنساً ونديماً
..... وهو قدري .. أن أقارعكم كؤوس الفراق
والنجمة الرقيقة .. تستمع .. عن كثب
ولكنها قالت .. وصوتها حنانا .. أيها القمر .. ترفق بهم
واتجهت ناحيتي .. بابتسامتها المعهودة
وهمست لي برقة .. كأم تداعب طفلها
أيها العاشق .. ارفق بنفسك .. خفف عن قلبك
سأهبط الان اليها
سابلغها سلامك
وأوصل لها اشواقك
وأشعرها بهيامك
وسأطبع لك على خدها قبلة منك
علها تطمئنها .. وتعطيكم الأمل </wbr></wbr></wbr></wbr></wbr></wbr></wbr></wbr